ستنطلق صافرة الحكم المجري فيكتور كاساي عند التاسعة وخمس واربعين دقيقة بتوقيت المملكة لتعلن مسرحية كروية ملتهبة هذا السبت على ملعب «ويمبلي» في لندن، ينتظرها الملايين من عشاق اللعبة في مختلف انحاء العالم، بين برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الانكليزي، في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم ، وستجمع المواجهة بين فريقين سطع نجمهما محليا وقاريا هذا الموسم ، اذ نجح برشلونة بالتفوق في الدوري الاسباني على غريمه التقليدي ريال مدريد محرزا لقب الليغا للموسم الثالث على التوالي، في حين أحرز يونايتد لقب الـ»برميير ليغ» للمرة التاسعة عشرة في تاريخه لينفرد بالرقم قياسي الذي كان يتقاسمه مع ليفربول . و رغم الفارق الكبير في خبرة مدربي الفريقين، الا ان السير الاسكتلندي اليكس فيرجسون (69 عاما) هو انجح مدرب في تاريخ الكرة الانجليزية، في حين قدم غوادريولا (40 عاما) نجاحا منقطع النظير مع برشلونة في المواسم الثلاثة الماضية.
ويأمل فيرجسون ان يصبح ثاني مدرب يتوج باللقب في ثلاث مناسبات بعد الراحل بوب بايسلي الذي قاد ليفربول الى هذا الانجاز سابقا اعوام 1977 و1978 و1981، علما بان الاسكتلندي هو ثاني اكبر مدرب يتوج بلقب هذه المسابقة بعد البلجيكي ريمون غوتالس الذي قاد مرسيليا الفرنسي للقب على حساب ميلان الايطالي عام 1993 وهو يبلغ 71 عاما و232 يوما.
أما غوارديولا، فرفع الكأس للمرة الثانية في مسيرته عام 2009 بعد ان توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب، ليصبح سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007).
فاز فيرجسون بلقبه القاري الاول مع مانشستر عام 1991 على حساب برشلونة بالذات عندما تغلب عليه 2-1 في نهائي كأس الكؤوس الاوروبية ، في مباراة لعب خلالها «برشلونة « بعشرة لاعبين بعد طرد فرناندو مونيوز «ناندو» .
واصبح غوارديولا عام 2009 عندما كان بعمر 38 عاما و129 يوما، اصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاما، وثالث اصغر مدرب في تاريخها، وقدم برشلونة رحلته الى العاصمة الانجليزية لندن الى مساء الثلاثاء بدلا من الخميس ، بسبب سحابة الرماد المنبعثة من بركان غريمسفوتن الايسلندي ، وقد يملك مانشستر يونايتد افضلية نسبية كونه يخوض المباراة في بلاده، علما انه في المباريات النهائية الخمس التي اقيمت على ملعب ويمبلي القديم، فازت الاندية الانجليزية مرتين، مع مانشستر يونايتد عام 1968 وليفربول عام 1978 على حساب بروج البلجيكي 1-صفر.
وستكون الانظار شاخصة نحو العبقري الارجنتيني ميسي أفضل لاعب في العالم عامي 2009 و2010، وصاحب الهدف الثاني لبرشلونة منذ عامين في روما، الذي يعتبر من أنقى المواهب التي انجبتها ملاعب كرة القدم في التاريخ، وهو يتصدر ترتيب هدافي المسابقة حاليا 11 هدفا، وبحاجة لهدف واحد كي يعادل رقم الهولندي رود فان نيستلروي (12 هدفا).
واعتبر ميسي (23 عاما) ان نهائي السبت سيكون مختلفا عن نهائي 2009 وبان المباراة ستكون اكثر تقاربا في الاداء مما كان عليه الوضع في مواجهة الملعب الاولمبي في روما، وسيكون ميسي امام مهمة تخطي حائط مانشستر الدفاعي المكون من الصربي فيديتش وفرديناند، لكن الارجنتيني يملك العدة اللازمة للتفوق على أعتى المدافعين في العالم.
لكن فيرجسون أكد ان فريقه يملك الحل الذي يخوله التعامل مع ميسي وذلك بعدما عانى مانشستر الامرين للتعامل معه عندما تواجه الفريقان في روما وشدد فيرجسون على ان فريقه لن يسمح لنفسه بحصر اهتمامه بالدفاع على ميسي واهمال نجوم النادي الكاتالوني الاخرين ، مضيفا "لعبنا ضد برشلونة في ثلاث مناسبات بوجود ميسي هناك دائما حل لكل لاعب جيد نأمل ان نجد حلا يوم السبت لكنهم يملكون لاعبين جيدين اخرين، والامر ذاته ينطبق علينا، ولهذا السبب ستكون المباراة مثيرة جدا انا متأكد من ان برشلونة يعي هذا الامر ايضا". وسيتولى المدافع الدولي بيكيه (24 عاما) حماية المنطقة الخلفية لبرشلونة بعد ان لعب في صفوف مانشستر يونايتد عندما كان في السابعة عشرة من عمره ، لكنه نجح منذ عودته الى برشلونة عام 2008 في فرض نفسه من الركائز الاساسية للنادي الكاتالوني والمنتخب الاسباني الذي توج الصيف بلقبه المونديالي الاول ، ويبرز في خط الدفاع الكاتالوني ايضا البرازيلي داني الفيش و"الأسد" بويول والحارس فالديس، علما بان الاخيرين كانا اساسيين في نهائي 2006 امام ارسنال.
هذا اللقاء الحادي عشر بين الفريقين على الصعيد الاوروبي وخرج الطرفان فائزين ثلاث مرات مقابل 4 تعادلات. خرج برشلونة فائزا من النهائي الاخير الذي جمع بينهما عام 2009 في روما ضمن مسابقة دوري ابطال، في حين فاز مانشستر في النهائي الاخر الذي جمعهما عام 1991 في روتردام .
من جهته فسيكون اعتماد مانشستر يونايتد هجوميا على الدولي روني والمكسيكي الواعد "تشيتشاريتو" الذي كانت بصماته واضحة في ختام الدوري الانجليزي ، وتحدث الارجنتيني ماسكيرانو الذي يعرف مانشستر جيدا كونه لعب في الدوري الانجليزي مع ليفربول ، عن خطر ثنائي الهجوم روني وتشيتشاريتو في مانشستر، قائلا "يمنحهم تشيشاريتو العمق الهجومي وروني الاستحواذ على الكرة".
وسيسدل الحارس الهولندي العملاق (40 عاما) الستار على مسيرة كروية بدأت قبل 20 عاما ، وهو يمني النفس باحساس اخير رائع من خلال رفع الكأس الاوروبية المرموقة للمرة الثالثة في مشواره والثانية مع "الشياطين الحمر" بعد 2008 عندما تغلب الاخير على مواطنه تشلسي بفضل فان در سار الذي صد الركلة الترجيحية الحاسمة.
وسيخوض فان در سار النهائي الخامس له في المسابقة الاوروبية الام بعد ان توج باللقب عام 1995 مع اياكس امستردام على حساب ميلان الايطالي ثم خسر في الموسم التالي امام يوفنتوس الايطالي قبل ان يبلغ نهائي 2008 و2009 وهذه المرة مع مانشستر يونايتد فتوج بلقبه الثاني على حساب تشلسي قبل ان يخسر امام برشلونة بالذات.
وتمحورت تصريحات لاعبي الفريقين حول قدرة برشلونة على ممارسة هوايته المعهودة بتمرير الكرة باستمرار والاستحواذ عليها بين لاعبي وسطه شافي واندريس اينييستا، والطريقة التي سيواجهه فيها مانشستر يونايتد. وقال دافيد فيا مهاجم برشلونة "انهم فريق يحب الاستحواذ على الكرة ولن يسعى لتدمير طريقة لعبنا بل لفرض اسلوب لعبه. الفريق الذي سينجح في الاستحواذ على الكرة خلال النهائي سيكون الاقرب للفوز باللقب".
فيما تطرق زميله سيرجيو بوسكيتس عن اسلوب لعب الطرفين، قائلا "نحن فريقان نتمتع باسلوب لعب محدد. نحب الاستحواذ على الكرة والفريقان سيسعان للحصول عليها وعندما نخسر الكرة نعمل بجهد كبير جدا لاستعادتها". ورأى بوسكيتس ان مدرب مانشستر الاسكتلندي اليكس فيرجسون "يملك فريقا مهاجما لكنه قد يلجأ الى تشكيلة اكثر دفاعية".
تحيات : مجنوووووووووووون ريداوي